إخواني إنني اطرح بين يديكم قضية قد يلمسها الكثير منا وهي قضية الحوارات الساخنة داخل المجالس العائلية بين الصغار والكبار من أفراد العائلة الواحدة المتضمنة جميع نواحي
الحياة الدينية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية والتي يمكن أن تخرج عن دائرة أخلاقيات الخطاب والمحاورة حتى يصل فيها رفع الصوت من خلال التحاور الساخن إلى أن يسمعه
الجيران أو المارين في الطرقات . بعض هذه الحوارات نجد فيها الكثير من وجهات النظر ونجد كل صاحب وجهة نظر يحاول إثبات وجهة نظره ولو برفع صوته ليكون أعلى الأصوات فيستمع
إليه الجميع ويصمتون وقد يكون صاحب أعلى صوت في المجلس هو اصغر فرد في هذه العائلة .
والويل لو كان النقاش في القضايا الرياضية والتي كثيرا ما لا تنتهي عند أي نقطة لوجود التعصب الأعمى للأندية والذي كثيرا ما يخرج الحوار من دائرة العقل إلى جدال واتهامات متبادلة
وألفاظ تؤجج نار الجدال إلى ما لا يرضاه أي عاقل فينا .
والمصيبة العظمى هي عند الخوض في المسائل الدينية والتي قد تجر البعض إلى الفتوى أو التهكم على فتوى أو التهكم على الشيخ المفتي أو المنهج الفلاني بغير علم حقيقي يستند
إليه إنما قد يكون فكره أو تعصبه أو جهله هو المسير له في مثل هذه النقاشات والتي قد يكتسب منها الإثم بدل الحصول على الأجر من مجالس الذكر .
إخواني ارجوا منكم إبداء آراءكم الصادقة حول هذه القضية فلعلنا نكون ممن تدور حولهم هذه القضية ولكنا لا نراها من هذه الجوانب وقد نراها من جانب حرية الرأي ، والدفاع عن الحق ،
والابتعاد عن التبعية العمياء لكل من هو اكبر منا ، وفرض الشخصية القوية عند الجميع .... الخ .
إخواني لما لهذه القضية من أهمية بالغة في حياتنا الخاصة والعامة أحببت أن اطرح بين يديكم هذه القضية لكي نصل جميعا إلى النقاط الفاصلة بين الحوار والجدال وكيف نعرف أنفسنا
في أي طريق أو نهج نحن نسير لكي نوجهها للطريق الصحيح والسليم .
وأسأل الله تعالى الهداية والتوفيق لنا جميعا لما فيه خيرنا في الدنيا والآخرة .
والحمد لله رب العالمين .